كتب : د أحمد شتيه
لأكثر من مرة يثور جدل حول أهمية العلم في طريق التصوف . وهو أمر مزعج لأنه يستلفت الأنظار إلى أن المقصد من سلوك الطريق ليس واضحا لدى بعض المنتسبين إلى التصوف أنفسهم .
وهنا يأتي السؤال :
ما هو مقصدك من سلوك الطريق ؟
هل هو أن تكون محبا ؟
إن كان ذلك هو منتهى مقصدك فيمكن أن تكتفي بالعاطفة مع معلومة من هنا أو هناك حسبما يتفق لك .
أما لو كان الجواب : أن المقصد من سلوك الطريق هو أن أكون عبدا واصلا . فيحزنني أن أخبرك أنك لن تصل بالمحبة وحدها بغير عمل . وهنا وضع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم القاعدة . فقال لابنته الزهراء رضي الله عنها : ( يا فاطمة اعملي فإني لن أغني عنك من الله شيئا ) .
وإن العمل لن يكمل إلا بالعلم . فأنت لن تصلي ركعة دون أن تتعلم كيفية الصلاة . ولن تخشع في حركة أو سكنة دون أن تدرس مراحل الوصول لذلك . قس على ذلك كل عمل يقربك إلى الله أو يرقيك درجة في طريق القوم .
فعلى قدر علمك مع الإخلاص وحسن التوجه يحسن عملك . ومن جهل ذلك ظل يدور في فلك لا يعرف حدوده . وتعب وأتعب غيره.
فمن أراد أن يسلك الطريق محبا فله .
أما أن تدعي أن الطريق لا يحتاج علما فذا محض تنطع .
وقد اتهمنا بعض الأحبة أننا إذ نتكلم عن أهمية العلم فإننا نستعلي بذلك على عوام السالكين . ونقول لمن أساء الظن فينا :
لو كان ثمن بيان الحق هو هذا الاتهام . فالحمد لله الذي أراد لنا الثواب خالصا . ونفوض الأمر إلى الله .
والسلام