الارهاب وسبل مواجهتة مع فضيله الامام محمد عيس

0 599

الامام : محمد عيسى

الحمد لله كما علمنا ان نحمد ونصلى ونسلم على عبدالله ورسوله سيدنا محمد وبعد

فإن من أخطر الظواهر التى ظهرت فى زماننا هذا ظاهرة الإرهاب ؛وظاهرة الارهاب هذه من اخطر الظواهر التى يمكن ان يتعرض لها مجتمع من المجتمعات اذ تصل تداعيات هذه الظاهرة الى شتى مجالات الحياة .وان الناظر الى ديننا الإسلامى والى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجد النهى عن الارهاب بكل صوره وأشكاله وذلك لان الاسلام دين السلام لجميع الناس ودين الرحمة لا عدوان فيه ولا ظلم ولا اعتداء ولا ارهاب ولذلك نجد ان الاسلام قد حارب الاكراه بكل صوره والوانه وذلك لانه يعتبر صورة من صور الارهاب سواء كان اكراها ماديا او معنويا حتى فى مسألة اختيار الدين فان الحق سبحانه وتعالى لم يأذن لأحد ان يكره أحدا على اختيار دين الاسلام فقال سبحانه لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى ) البقرة٢٥٦.

والارهاب هو جريمة منظمه يتواطأ فيها مجموعه من الخارجين على نظام الدولة والمجتمع مما ينتج عنه قتل ابرياء وسرقة اموال وتدمير منشآت او اعتداء على ممتلكات عامة او خاصة ؛ وكل ما يحدثه هذا الارهاب نهى الله عز وجل عنه فحرم الاسلام قتل النفس وسفك الدم المعصوم وجعل الاسلام ذلك من كبائر الذنوب فقال سبحانه (ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق ) الاسراء٣٣.

وقال جل شأنه ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما ) النساء ٩٣ .

وجعل النبى صلى الله عليه وسلم من الموبقات اى الذنوب المهلكات التى تهلك صاحبها قتل النفس التى حرم الله الا بالحق ؛ الحديث رواه البخارى.

وقال صلى الله عليه وسلم لن يزال المؤمن فى فسحة من دينه مالم يصب دما حراما رواه البخارى .

اخبار مشابهة
1 من 9

ومن عظمة الدين وسموه اننا نجد ان ديننا الاسلامى وشريعتنا السمحه قد سمت سموا لم يرق اليه اى قانون من القوانين البشرية او نظام من الانظمه اذ حفظ الاسلام لغير المسلمين حقوقهم الماليه والاجتماعيه كما حفظ اموالهم وارواحهم واعراضهم ولم يأمر الاسلام باكراههم على ترك دينهم ولا ترويعهم او ما هو ادنى من ذلك بل امر بحسن معاملتهم وبرهم والقسط معهم فى المعامله فقال سبحانه ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين) الممتحنه ٨.

وشدد النبى صلى الله عليه وسلم الوعيد واغلظ فى العقوبة لمن استباح دمائهم او تعرض لهم بالاذى فقال ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ) رواه البخارى .

وقد نهت الشريعة الاسلاميه عن الغلو فى الدين وحذرت المسلمين منه لان الغلو فى الدين هو الطريق الى التطرف الفكرى والاعتقادى والفهم الخاطىء للدين قد يدفع الانسان الى محاولة فرض ما يعتقده وما يؤمن به بالقوة وهذا ما أثبته الواقع المشاهد.

ولكن ما السبيل الى علاج هذه الظاهرة معالجة اسلاميه ؟

المواجهه للارهاب وعلاجه يكون اولا؛ بالتوعية الدينية السليمه فى الاعلام والمؤسسات الدعوية والتعليمية فالارهاب يعتمد على جهل غالبية الناس بتعاليم الدين الصحيحه .فمثلا يمكن الكشف عن ان تفجير شخص لنفسه وسط ابرياء يعنى من وجهة النظر الاسلاميه ارتكاب جريمتين فى وقت واحد الاولى قتل الشخص لنفسه وهذا جرم منهى عنه فى الاسلام قال تعالى ( ولا تقتلوا انفسكم ) النساء٢٩ .وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ) رواه البخارى ومسلم .

اما الجريمة الثانية فهى فى حق الانسانيه لان الاسلام يعتبر قتل النفس الواحدة بغير حق بمثابة قتل للبشرية كلها قال سبحانه( من قتل نفسا بغير نفس او فساد فى الارض فكانما قتل الناس جميعا ) المائدة ٣٢ وهذا ما لا يعرفه معظم من ينتمى لهذه الجماعات الارهابيه لغياب التوعيه الدينيه السليمه .

اما العنصر الثانى فى مواجهة الارهاب وعلاجه فيتمثل فى ترسيخ قيمة التسامح فى نفوس ابناء الامة  عن طريق التربيه والمناهج التعليميه..

نسأل الله ان يحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يرد عنها كيد الكائدين وغدر الغادرين وعدوان المعتدين وارهاب المرهبين وان يجعلها امنا امانا سلما سلاما وسائر بلاد المسلمين .

وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

اترك رد