آهات الماضي تركت وراءها فجوة لا يمكن لشيء أن يملأها، إنها الثقة التي لا يمكن إعادتها بعد خسارتها. فلا أزال أذكر تلك الوهلة التي اصطدمت بها بقطار الغدر. تناثرت كلماتي، تلاشت أفكاري، فصارت حياتي مثل المستنقع. خضت معارك مع نفسي لكي أخطو خطوة، واثقًا بمن حولي، لأن شيئًا ما في قلبي انكسر. لقد ضحت بي جعلتني تلظى بداخلي، من أجل من وثقت بها مددت يدي إليها أخرجتها من تحت الأنقاض. أمسكت بها بإحكام حتى لا تختفي بين الأشلاء . و كنت معها حتى أخرجتها إلى النور في آخر النفق، عند وصولنا جاءت القافلة محملة بالخيانة. لقد تم الكشف عن الحقيقة التي كنت اغض البصر عنها . لم يتخيلها فكري، لا حتى في الأحلام ، ولم يخطر على بالي أن من تمد لهم يد العون لا يحترموك و لا حتى بالقليل. لذلك لا تعطي الثقة الا لمن يستحقها، قبل أن تتعمق في العلاقات، حب ام كره .. هل هو عشق بين المواد المتفاعلة ام صراع ودمار . هل هو تبادل رحمة ومودة أم غضب وانتقام، كلماتي اليوم عن أكتر شئ يجرح الإنسان و مش ممكن نسامح فيه أبدًا ( الخيانة … ) لا تظنوا أن الخيانة لا تأتي من أغلى الناس ……. مخطئين إن ظننتم هذا لماذا لا يصدقون ؟؟ لماذا آلا يشعرون ؟؟ لماذا يقولون ما لا يفعلون ؟؟ لماذا الخيانة وهم يعلمون ؟؟ إنها جرح أليم لماذا هم يستهينون بالأمر و هو عظيم ؟؟ لم أرى في حياتي أشقى و أمر من تلك الخيانة ؟؟ فهى جرح بلا طبيب و هى شيئا لن يطيب الخيانة …… و ما ادرآكم ما الخيانة إني أراها في عصرنا هذا أمر سهل و الكثيرون يعلمون بها لست أدري ما السبب هو حب التغير أم هو عدم الصدق أو ماذا ؟؟ لماذا الخيانة ؟؟ و لماذا لا نكتفي بما نملك ؟؟ لماذا نبحث عن المعاصي راكضين ؟؟ أحبك .. أعشقك .. أهواك أصبحت كلمات لمنطلق الخيانة و هكذا سوف نعيش بين أناس لا ضمير لهم غير إشباع أنفسهم و تلبية رغباتهم و شهواتهم بتُّ لا أعلم هل هم يستمتعون بالخيانة ؟؟ أم يستلذون بطعن القلوب !! الخيانة ……. من أقبح أعمال المخلوقات للأسف إنها تنتشر بين بني أدم و هم من ميزهم الله بالعقل و لو ننظر لسائر المخلوقات نجد الخيانة لامكان لها في حياتهم سوى البشر هم الخائنون … هم الكاذبون … هم الجارحون … هم المنافقون … هم الخالفون … قد يطول الكلام عن الخيانة و لا ينتهي لذا أكتفي بهذا الحديث الشريف عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم…