طبيب مصري يكشف أسباب صمود ألمانيا بوجه كورونا

0 230

متابعه – محمد الغنام

على الرغم من تفشي وباء كورونا المستجد بعدة دول أوروبية بسرعة جنونية، وانهيار المنظومة الصحية ذات الكفاءة المتميزة أمام الانتشار السريع للفيروس؛ فإن ألمانيا جاءت في مؤخرة قائمة الدول المتأثرة بالمرض.

وقبل أيام نشرت صحف ألمانية تقارير تفيد اقتراب موعد عودة الحياة إلى طبيعتها بمختلف أرجاء البلاد، ما يطرح سؤالاً مهماً عن الأسباب التي أنقذت البلد الأوروبي الذي يقع في قلب القارة التي وصفت ببؤرة تفشي المرض، وفق تقارير منظمة الصحة العالمية.

الطبيب المصري حسين عبدالفتاح، وهو متخصص بأمراض الباطنة بأحد مستشفيات مقاطعة مونيستر، غرب ألمانيا، أوضح عدة أسباب عززت من قدرة الحكومة الألمانية على كبح جماح الفيروس الوبائي، ومنع انتشاره بالبلاد، وتقليل عدد الوفيات إلى أقل نسبة بين الدول الأوروبية حتى الآن.

نظام صحي قوي

وقال “عبدالفتاح” لـ”العين الإخبارية”، إن عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا بالبلاد تجاوز 125 ألف حالة منذ ظهور المرض في يناير/كانون الثاني، بينما وصل عدد الوفيات نحو 3000 حالة، إلا أن المنظومة الصحية في البلاد لا تزال تعمل بكامل قوتها، وهناك وفرة في عدد الأسرّة، سواء في غرف العناية الحرجة أو العادية. 

وأضاف أن التقارير التي صدرت مؤخراً تشير إلى تفوق عدد الحالات التي تتماثل للشفاء على حالات الإصابة الجديدة، وهو ما يمثل بارقة أمل جديدة لإمكانية السيطرة على المرض بشكل كامل.

وتمتلك ألمانيا 28 ألف سرير للعناية المركزة؛ منهم 25 ألف سرير مزود بأجهزة التنفس الصناعي (Ventilators)؛ إذ تعد الأولى في أوروبا بهذا الجانب.

حماية المستشفيات

وحول إجراءات التعامل مع الحالات المشتبه بها، قال “عبدالفتاح” إن الأطباء الألمان اتبعوا نظاماً أسهم في تقليل أعداد المصابين، بحيث يتم إجراء الكشوف والتحاليل للمرضى المشتبه في إصابتهم بكورونا خارج المستشفيات في مبان ملحقة بها.

اخبار مشابهة
1 من 54

وفي حالة الأعراض الخفيفة؛ يتم عزل المريض بمنزله، أما إذا كانت الأعراض قوية وتحتاج لعناية مركزة، يتم نقلهم لمستشفيات العزل.

وأوضح الطبيب المصري أن المستشفيات تمثل بؤرة انتشار للمرض في عدة دول؛ لذلك تتخذ الحكومة الألمانية إجراءات حاسمة في التعامل مع المرضى المترددين على جميع المستشفيات.

وأكد أن الفئات العمرية المصابة بالمرض مثلت عامل قوة محوري، ساعد الحكومة في السيطرة على المرض، مقارنة بعدة دول أوروبية سجلت الإصابة فيها لكبار السن؛ إذ سُجلت الإصابات الأولى في المدن الألمانية لشباب كانوا عائدين من رحلات سياحية من دول أخرى، ويتمتعون بمناعة قوية.

وأشار إلى أن كبار السن يمثلون القطاع الأكبر من الشعب الألماني كما هو الوضع في عدة دول أوروبية، لكن المختلف هو أن معدل الإصابة بين الشباب أكبر.

وفور اكتشاف الحالات، فرضت السلطات الألمانية قيودا صارمة على المواطنين بمختلف أنحاء البلاد، وأجرت مسحا شاملا لنسبة كبيرة منهم، ودرست القدرة المناعية لهم، كما عملت على خطة سريعة لدعم القطاع الصحي حتى لا تنهار المنظومة، كما الوضع في إيطاليا وإسبانيا. 

وأوضح “عبدالفتاح” أن السلطات الألمانية تدرس تخفيف القيود الحالية على تنقل المواطنين، مع الاحتفاظ بالإجراءات الاحترازية وتعزيزها، من خلال فرض ارتداء الكمامات والقفازات على جميع المواطنين، وتدشين تطبيق إلكتروني لتتبع الحالات المرضية، من خلال التعامل مع أعراض المرض وسرعة علاجه.

كما تدرس الحكومة توسيع إجراءات المسح بمختلف أرجاء البلاد، مع اتخاذ خطوات مستمرة لدعم المنظومة الصحية بمزيد من الإمكانيات، خاصة أجهزة التنفس الصناعي، وأسرّة العناية المركزة، وذلك تحسباً لتزايد أعداد المرضى كسيناريو آخر مطروح للأزمة.

رسالة للأطباء في مصر

ووجه الطبيب المصري الذي تخرج في جامعة القاهرة رسالة خاصة للأطباء المصريين الذين وصفهم بأنهم خط الدفاع الأول عن البلاد، بضرورة أخذ الحيطة والحذر.

وأكد أن ما يقومون به عمل وطني عظيم، ومثال يحتذى به، خاصة أن بعضهم قد يعمل في ظروف صعبة، ويستغل جميع الأدوات المتاحة له لخدمة أهله ووطنه.

وفي رسالته للمصريين شدد على ضرورة الالتزام بالتعليمات الطبية، والتباعد الاجتماعي قدر الإمكان، مشيراً إلى أن الشعب المصري ودود واجتماعي، ولكن في مثل تلك الظروف قد تتسبب العادات الاجتماعية في تعقيد الأزمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.