اكتشاف صخرة على الكوكب الأحمر داخل فوهة “جيزيرو” لا تنتمي إلى بيئة المريخ

0 54

أسامه أبو العنين

تواصل مركبة “بيرسيفيرانس” التابعة لناسا استكشافها لسطح الكوكب الأحمر، بعد أكثر من خمس سنوات على انطلاق مهمتها، حيث عثرت مؤخرا على صخرة غريبة يبدو وكأنها لا تنتمي لبيئة المريخ.
وتمكنت المركبة المريخية الجوالة من العثور على هذه الصخرة التي يبلغ عرضها 80 سنتيمترا في منطقة “فيرنودين” داخل فوهة “جيزيرو”، وأطلق عليها اسم “فيبساكسلا”. وقد لفتت انتباه العلماء بشكلها الفريد وتركيبتها الكيميائية غير الاعتيادية.
ونشرت ناسا صورتين للصخرة تظهرانها من مسافات مختلفة. وما يجعل “فيبساكسلا” غريبة في محيطها الجيولوجي هو تركيبها الكيميائي الفريد، حيث كشفت التحليلات أنها غنية بالحديد والنيكل، ما يشير إلى أنها ليست من صخور المريخ الأصلية، بل هي على الأرجح نيزك اصطدم بالكوكب في الماضي البعيد.
وتنتمي هذه الصخرة إلى فئة نيازك الحديد والنيكل، وهي نادرة مقارنة بالنيازك الصخرية، وتتشكل عادة من نوى الكويكبات الكبيرة في المراحل المبكرة لتكوين النظام الشمسي.
ولاحظ العلماء أولا الشكل المميز للصخرة، حيث تبرز بحجمها الكبير ومظهرها المنحوت بشكل فريد بين الصخور المحيطة. وباستخدام كاميرات “ماستكام-زد” المتطورة، التقطت المركبة صورا مفصلة للصخرة.
كما استخدمت المركبة أدوات “سوبر كام” المتطورة، معتمدة الليزر والمطيافيات لتحليل التركيب الكيميائي للصخرة، ما أكد احتواؤها على نسبة عالية من الحديد والنيكل.
ويعد العثور على نيازك الحديد والنيكل على سطح المريخ أمرا معتادا، حيث سبق العثور عليها في مواقع متعددة، لكن هذه المرة الأولى التي تعثر فيها “بيرسيفيرانس” على مثل هذا النيزك.
ورغم الحاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد طبيعة النيزك، فإن هذا الاكتشاف يمثل إضافة مهمة لسجل إنجازات المهمة. وتتميز “بيرسيفيرانس” بأنها أول مركبة تجمع عينات من صخور المريخ باستخدام مثقاب متطور، ثم تخزنها لتحليلها في مختبرات مصغرة.
وإذا قررت ناسا أهمية هذه العينات، يمكن تخزينها لإعادتها إلى الأرض في مهمات مستقبلية، حيث لا تستطيع “بيرسيفيرانس” إرسال العينات بنفسها.
وحققت المركبة إنجازات علمية كبيرة منذ هبوطها في فبراير 2021، مثل استكشاف قيعان بحيرات قديمة، واكتشاف صخور مدهشة، والبحث عن علامات لحياة ماضية.
كما سجلت المركبة رقما قياسيا في المسافة المقطوعة على سطح كوكب خارج الأرض. وما تزال تواصل استكشافاتها دون موعد محدد لانتهاء مهمتها، ما يبشر باكتشافات جديدة تثري فهمنا للكوكب الأحمر وتاريخه.

اترك رد