آلاء عبد المنعم
اخبار مشابهة
جرحوا وجهه الكريم و كسروا رباعيته (أسنانه) و هشموا الخوذه علي رأسه وسال الدم الشريف من وجهه الكريم كشلال الماء .
وإذ به يرفع يده الشريفه إلي السماء ليدعي لقومه قائلا “اللهم إهدي قومي فإنهم لا يعلمون” .
نحتاج إلي تفريغ كتب و ملفات الدنيا لنسطر أخلاقه و صفاته و مواقفه
إنه نبينا و شفيعنا محمد عليه أفضل صلوات رب العالمين في غزوة أحد .
إحتفالاً و تخليداً لذكري غزوة أحد الموافقه ليوم السابع من شوال عام 3 هجرياً.
لعلنا نتذكر المحن والإبتلاءات التي وقعت علي أنبياء الله والصحابه لتكون لنا دروساً نتعلم منها ونقتضي بهم في أخلاقهم
و مواقفهم في مواجهة الإبتلاءات التي وقعت عليهم .. لعل و عسي تتغير نظرتنا للإبتلاءات .
في غزوة أحد وضع رسول الله (ص) خطة أعجزت المشركين فقد ألزم 60 من الرماة بإتخاذ موضعهم فوق سفح الجبل أعجزت المشركين بقيادة خالد بن الوليد من التقدم .
و بقي جيش المسلمين أمام المنفذ الوحيد لدخول المشركين و قد أمرهم رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) إذا رأيتم الكفار إنهزموا أمامنا و رجعوا إلي مكه حتي دخلوها فلا تبرحوا أماكنكم و إن هزمونا وقد دخلوا المدينة فإلزموا أماكنكم، تأكيداً علي إتخاذ مواضعهم و عدم تركهم أماكنهم مهما حدث.
فإنتصر المسلمون و غفلوا عن جيش المشركين الذي كان يتربص بهم خلف الجبل.
فنزل 40 من الرماه لجمع الغنائم و نسوا تعليمات الرسول بإلتزام أماكنهم حتي بعد إنتصارهم .
ولم يتبق منهم علي الجبل إلا عشرون فعلم خالد بن الوليد بأن الرماه برحوا أماكنهم فهجم عليهم و إنقلبت المعركه بتقهقر المسلمون و فروا بالإنسحاب
وتركوا الرسول و لم يتبق معه إلا العشرون من الرماه بينهم إمرأه وهي “نُسيبه” بنت كعب .
و أثناء عودة المسلمين منسحبين إلي المدينة إذ رآهم
“أنس بن النضر” عم سيدنا “أنس بن مالك” وهو عائداً و كان لم يحضر مع المسلمين غزوة بدر مما تسبب له في حزن شديد وحسرة في قلبه إن أول مره يحارب فيها النبي جهاداً في سبيل الله هو لم يكن معه و قد أقسم علي الله أنه إذا حضر معركة مع المسلمين فليقاتل في سبيل الله شر القتال واليوم يوم أحد و عندما رأي المسلمين عائدين منهزمين فتذكر وعده مع الله فأخذ يحمس المسلمين وأقسم علي الإنتقام لرسول الله حتي عادوا معه فوجدوا رسول الله و قد وقع في خندق قام بحفره أحد الكفار يقال له ابن قمئة و لم ير رسول الله الحفره فسقط فيها فارتطم وجهه الشريف بالحجر فكُسرت أسنانه و سال الدم على وجهه الشريف وتألم ظهره وكان صلى الله عليه وسلم يلبس خوذه على رأسه فأراد أن يخرج من الحفره فرآه ابن قمئة فضرب النبى بسيفه مسطحاً أى بالعرض على رأسه ويمين ويسار وجهه الشريف فدخل حديد الخوده فى وجه النبى فبدأ الدم يخرج أكثر فأصبح الصحابه يبكون ، وأُشِيع بأن النبى قُتل ،
وأول من هرول ناحيته أبوبكر ويقول فديتك نفسى يا رسول الله ، ويقول أبوبكر: حاولت فك الخودة من وجه النبى فما أستطعت ، فتقدم أبوعبيده بن الجراح فقال : أقسمت عليك يا أبابكر أن تترك النبى لى فتقدم أبو عبيده فاخرج النبى من الحفره ، فأراد خلع الخوذه من على وجه النبى فما أستطاع ، فظل يعضها بفمه وكان كلما أمسك الحديد بفمه تسقط منه سن حتى تكسرت اسنانه وكان همه فك الحديد من على وجه النبى الشريف .
فخلع أبو عبيده الخوذة من علي وجه النبي (صلوات ربي عليه)
يقول الصحابه : لما رأينا أبوعبيده سقطت أسنانه والله لقد رأينا جمالا في وجهه لم نرى من قبل، إكراما من الله له لأنه هو الذي إستطاع خلع الخوذه من وجه النبي
وجلس النبى يمسح الدم من وجهه الشريف والصحابه حوله ، فرفع عليه الصلاة والسلام أكفه الى الله
يقول أبوبكر : فخشيت أن يدعو على أمتهِ فتهلك ، فإلتفت الى النبى وإذ هو يقول :
“اللهم أهدي قومي فإنهم لايعلمون (إعذرهم علي جهلهم و إرشدهم للحق يارب).
و جاءت التعزية من الله للنبي الشريف و أصحابه علي ما أصابهم من جراح و قتل
” وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ “ في غزوة أحد النبي وأصحابه كانوا منتصرين و في ظرف دقائق قُتل منهم 70 فرد من أصحابه و منهم عمه حمزة
وإتحول النصر لهزيمة والنبي شُج رأسه و كُسرت أسنانه و الخوذة دخلت في جلد و جهه الشريف
وجرحته!
و عاد المسلمون وقد هُزموا !!
فقد كان عصيان الرماة لأوامر النبي سبباً في هزيمتهم بعد النصر
فالنصر و العلو شرطه أن نكون مؤمنين بالله واثقين به ولتجديد إيمانك و إخلاصك لله تذكر أن الإيمان قول وإعتقاد وعمل
و بالنظر إلي مضمون غزوة أحد فلعلنا نعلم أن الله ينصر المتوكلين وليس المتواكلين
وهذه هي مشكلة العرب اليوم فيريدون النصر بقدرة إلهيه خالصة بدون أي مجهود منهم لتغيير واقعهم المؤسف .
